لا تسألوني...

on الخميس، 28 أغسطس 2008


وها قد وجدت منى حضنا دافئا يحتويها.....


معلمتها الحنونه.....تسأل عن أخبارها.....وتطمئن عليها......وها هى تجر معها أذيال الحديث عما يؤلم قلبها الصغير


"ها يا منى....قوليلي انتى ليه متضايقه ان بابا بواب......هكذا ارخت "مس سلمي" بساط الحديث لطالبتها......


ولم تتم حديثها الا وقرع الحارس جرس بدء الحصص الذي يلي الفسحه


آااااه يا خساره.....ملحقناش نقول حاجه.....طب بصى يا منى استنينى بعد المدرسه نروح مع بعض......قالتها سلمى متحسره وختمت بها اللقاء القصيره مع فتاتها المهمومه


عادت منى تعلوها ابتسامة طمأنينه الى فصلها......ولكنها وجدت ما لم تتمناه



عادت لتجد جمع من زميلاتها يحيطونها ويهيلون عليها أمطار التمازح والسخريه والاستهزاء


فواحدة تقول : آه عم عبده دا بواب انما ايه......دا بابا كل يوم يديلو قرشين عشان هو مسكين وعنده عيال


والاخرى تقول : لا يا بنتى البوابين دول عايزين اللى يأدبهم.....دا كل يوم نرميله شيء وشويات وبرضه مبيسمعش الكلام.....


وهكذا...تُطعن المسكينة بسكين بارد.......ترى نفسها وحيده وسط ذئاب يتخفين وراء مريلة مدرسيه...تبكي بدون صوت.....وتتمنى لو تنشق الارضُ فتبلعها !!!!


لم ينقذها من هذا الطوفان الا معلم الرياضيات الذي دخل الفصل ليؤدى حصته


الحصة تلى الحصه.......ومنى في عالم آخر.......ترافقها فيه الدموع والآهات والحسرات


وانتهى اليوم الدراسي.....ونسيت منى ميعادها مع "مس سلمى"......فلا عقل ولا قلب....ولكن دموع وحسرات


سارت الى بيتها الفقير بخطوات متهالكه......ترى الطريق طويلا رغم قصره.....


بسرعة الريح...تخطت بوابة البيت وهرعت الى غرفتها......


وبجنون حاد لملت كتبها وأقلامها وأوراقها لتقطعهم أشلاءا وهى تصرخ بصوت عال


" والله ماانا رايحه المدرسه دى تانى......انا كل دا بيحصلى ليه.......هو كان بأيدي أبقي بنت عم عبده ولا الست أم محمد.....اشمعنى انا اللى حظى كده......اشمعنى


وفي تلك الاثناء كان يقف عم عبده والست ام محمد وراء الباب.....يسمعون كلمات منى الداميه......وبدمعة حزينه قال "عم عبده"......ليه يا بنتى كده.......دا انا شارب المر عشانك......مانع نفسي من كل حاجه عشان مدرستك وتعليمك......يا خسارة تعبي فيكِ


كفكفت الست "أم محمد " دموع زوجها وواسته.....معلش يا ابو محمد......متضايقش نفسك عشان خاطرى.....أكيد بس حد ضايقها في المدرسه ولا حاجه.....ولا تزعل نفسك أنا هجيبهالك من شعرها تتأسف


نظر اليها نظرة حزينه ثم ولّى صامتا


البيت يخيم عليه صمت وسكون.......الأب شارد.....والأم يمتلكها الأسى.....ومنى لازالت تبكي وتتحسر على حالها .....
وهكذا حتى جاء المساء


البيت يطرق بابه طارق........


"مين اللى بيخبط؟"......كان نداء الست أم محمد للطارق


أنا أبله سلمي يا حاجه.....مدرسة منى في المدرسه


وهنا هرعت الست ام محمد الى الباب وفتحت


يا أهلا وسهلا يا أبله.....اتفضلي اتفضلي......خير يارب ان شاء الله


سلمى : خير طبعا يا حاجه ان شاء الله.....أنا بس حبيت أطمئن على منى عشان مقابلتهاش بعد المدرسه......هى عامله ايه


ام محمد : والله يا أبله آديلها يومين قافله على نفسها الاوضه وعياط ونكد....والنهارده قعدت تقطع في الكتب بتاعتها وتقول ليه انا ابقي بنت بواب وعامله بسيطه......لما خلت ابوها المسكين يزعل ويدمع.....


سلمى : لالالالا .....لا حول ولا قوة الا بالله.....للدرجادى


ام محمد : آه والله يا أبله


سلمي : معلش معلش.....ممكن بس تدخلينى ليها أتكلم معاها شويه


ام محمد : طبعا با أبله ..... اتفضلي اتفضلي


استأذنتا للدخول فأذنت لهما منى.......ثم تركتهم الام وأغلقت الباب


وهنا هرعت منى لتحتضن معلمتها وهى تبكى وتقول


شوفتى يا مس البنات عملوا فيّ ايه النهارده......


سلمى : أنا عرفت .... نورا صاحبتك قالتلى.....عشان كده جبت العنوان وجيتلك


بصي يا منى عايزاكى تفتحيلي قلبك وتسمعينى كويس......اسالك سؤال .... في أعظم ولا أشرف من الأنبياء عليهم السلام


منى : لا طبعا يا مس


سلمى : طب تعرفي أن من الانبياء من كان خياطا....ومن كان نجارا....ومن كان حدّادا...ومن كان راعى غنم

.......طيب دول أشرف الخلق وأكرمهم عند ربنا سبحانه وتعالى......ومع ذلك ربنا اختار لهم هذه المهن.......ولو كانت هذه المهن عيبا وعارا لما كان الله اختارها لهم.......مش كده ؟


منى : فعلا يامس بســـ....


سلمى : استنينى بس.......تخيلي يا منى لو كان الدنيا دى كلها دكاتره بس......كنا هنلاقي اللى يبنى لنا البيوت......ويخيط لنا الثياب......ويبيع لنا الطعام.....ويصلح لنا الكهرباء.......وينظف شوارعنا من القمامه.........مكنش هنلاقي طبعا

ودى سنة ربنا في كونه.....خلق كل الناس لوظايف متنوعه باشكال وامكانيات متنوعه......والكل بيخدم التانى في مجال......ومينفعش حد فيهم يستغنى عن دور الآخر......صح ولا لأ ؟


طيب......يعنى كده احنا اتفقنا ان الشغل عمره ما كان عيب.....لان المجتمع في حاجه للجميع.....من أعلى واحد لآخر واحد....ومستحيل يقدر يستغنى عن حد منهم.........


النقطه الثانيه بقى........الفقر.......برضه الفقر عمره ماكان عيب.......انتى ممكن تكونى فقيره بس عفيفة النفس وغنيه بكل شيء

الغنى عمره ما كان غنى مال فقط......أنتى غنيه باستغناءك عن الغير....غنيه بخلقك وأدبك واحترمك.....تمام


طيب......النقطه التالته والمهمه بقي......تعرفي انك في نعمه كبيره


منى : أنــــــا كده في نعمه !!!


سلمى : طبعا يا منى......ربنا وزع الارزاق وقسم العيش بين البشر.......ودا من عدله ورحمته.....دا عطى له مال....وده اعطاله صحه.....ودا اعطاله اولاد صالحين.......ودا اعطاله عقل مبدع......وهكذا


فاانتى حرمتى انك تكونى غنيه وبنت شخصيه كبيره صح.....بس اعطاكى جمال وأب وأم بيحبوكى ويخافوا عليكى.....وبيتعبوا عشان خاطرك.....ربنا خلاكى تدخلى مدرسه وتتعلمى.....وغيرك فقرهم بيحرمهم من التعليم.......صح


منى : فعلا يا مس


سلمى : أنا لو قلتلك يا منى هديكى كل الفلوس اللى انتى عايزاها.....وهعيشك احسن عيشه......وهتبقي بنت فلان الفلانى ......بس بشرط.........هتبقي قبيحه ووالدك ووالدتك بيكرهوكى وتبقي فاشله في التعليم........ووووو......هتوافقي


منى : لا طبعا يا مس أعوذ بالله


سلمى : يعنى المال مش هيفيدك ساعتها.....صح ولا لا

انتى ربنا خلاكى بنوته مجتهده وشاطره.....وعندك اب وام لو طلبتى عنيهم هيدوهالك.......اتجدعنى بقي واثبتى ذاتك وكافئيهم على تعبهم عشانك.....لما انتى تبقي طبيبه او مهندسه او مدرسه.....هتبقى حققتى لنفسك وضع ومكانه.....وفي نفس الوقت هتبقي رديتى الجميل لاهلك مش كده


منى : فعلا يا مس.....


سلمى : تمام يا ستى.....دلوقتى حالا.......تلمى كتبك وترتبيها ......وتتأسفي لبابا وماما وتبوسي ايدهم .....وجرى على اوضتك تذاكرى وتجتهدى


منى : بس يا مس البنات اللى ضايقونى


سلمى : زى ما قلتلك.....انتى لما هتكونى متفوقه هتثبتى ذاتك وتبقي احسن منهم......ومحدش هيقدر يتكلم معاكى بعد كده.....لانك هتفرضي ذاتك واحترامك على الجميع.....اتفقنا يا باشا


منى مبتسمه.....اتفقنا يا مس


ثم قامت وعانقتها قائله.....انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى


سلمى: بتفوقك واجتهادك وبرك....هتقدميلي اكبر شكر....


وهنا دخلت الحاجه ام محمد تحمل صينية بها كوبا من الشاي.....قامت منى اليها بسرعه لتحملها عنها وقالت....عنك يا أمى


والام لا تصدق اذنيها.....يوه... البت جرالها ايه


ثم أمسكت منى بيديها وقبلتها قائله......سا محينى يا أمى .... معدتش ازعلك تانى ابدا انتى وابويا...وان شاء الله هرفع راسكم واشرفكم ادام العالم كله


ابتسمت "مس سلمى " وقالت.......طب يا جماعه استاذن انا بقى......وزى ما اتفقنا يا منى....عايزه اشوفك بكره اول واحده في المدرسه ماشي يا جميل ....مع السلامه يا حاجه اى خدمات


ام محمد : يا أبله خليكى شويه دا انتى نورتينى والله


سلمى : الله يخلكى .... أجيلكم يوم نجاح منى وتفوقها ان شاء الله......السلام عليكم


------


وهكذا مضت الايام والاعوام......لترى سلمى حالها وقد صارت طبيبة أسنان ذات قدر......وكانت سلمى احدى مرضاها......


مس سلمى مش ممكن !!........قالتها منى بذهول واندهاش


سلمى : منى !!.....قصدى دكتوره منى........ما شاء الله .....ايه يا بنوته الجمال دا كله


منى : دا كله بفضل ربنا ثم فضلك يا مس......بجد أنا مش عارفه اردلك الجميل اللى عملتيه معايا ده ازاى


سلمى : اخلعيلي ضرسي بشويش.....كده هتبقي ردتيلي الجميل


........منى : هههههه....بس كده.....من عنيا يا مس



************


وانتهت قصة منى مسطرة حكمة عميقه.....أن العمل ما كان ليعيب صاحبه.....وأن عدل الله جل وعلا جعله يقسم الارزاق على عباده حتى لايظلم منهم احد ولا يهضم أحد منهم حقه......وأن قيمة الانسان تعلو بذاته واجتهاده.......لابمجد أبيه وأمه


ــــــــــــــــــــــــــ تمت ــــــــــــــــــــــــــ

لا تســألوني

on السبت، 23 أغسطس 2008


احساس القلق الرهيب يسيطر على الام الحنون.......حديث صراعى بداخلها وتساؤلات لا تهدأ.....يا ترى البت مالها
.ما كانت الصبح كويسه
!!!.......

لم تر المسكينة حلا لهذا الصراع الا أن تذهب مسرعة لتتفقد حال ابنتها .......

دخلت عليها بلا استئذان....لتجدها كسرت المرآة بقبضتها التى صارت مقطراً للدماء.....ومن هولها صرخت......منـــــــــــــــى!!!!......ايه اللى عملتيه ده يا مجنونه


ثم هرعت اليها لتطمئن علي كفها المخضب بالدماء.......وما ان أمسكتها بحنان الا وقالت لها منى وهى تبكى: سبينى يا أمى الله يخليكى دلوقتى حاسه انى عايزه اقعد لوحدى شويه


الام في اضطراب واشفاق :.........يا بنتى الله يخليكى ريحيلي قلبي حرام عليكى......قوليلي بس ايه اللى خلاكى تعملى فى نفسك كده


منى وقد بدا عليها الغضب :.....يا أمى بقولك سبينى......انتو مش حاسيين بيا ليه.....سبينى بدل ما اعمل في نفسي حاجه عشان استريح


الام : خلاص خلاص يا بنتى على راحتك ....أنا طالعه اهو خلاص...هدى انتى بس حالك


ثم خرجت وهى تسترق النظرات المشفقة اليها....تود المكوث.....لكن الخوف على فتاتها أكبر


ومضي اليوم والليل وجاء الصباح......دخلت "الست ام محمد " على منى لتوقظها لتذهب الى مدرستها

وعلى غير العاده وجدتها تتقلب على سريرها ولم تقم


الام : منى.....قومى يا بنتى عشان مدرستك


منى : لا يا مه مش عايزه اروح النهارده


الام : ليه يا منى....معقول انتى اللى تقولى كده


منى : ايوه يا مه خلاص قولتلك مش هروح خلصنا بقي


الام : اللى يريحك يا بنتى...آه لو اعرف بس اللى مضايقك


ثم خرجت المسكينة بخفي حنين للمرة الثانيه.....وهى لا تعلم أنها سبب حزن ابنتها....نعم هي السبب ولكن ليس برغبتها


-------------


في المدرسه


مس سلمى : السلام عليكن يا بناويت....عاملين ايه النهارده


كويسين يا مس


طيب كويس......قولولى مين اللى غايب ومين اللى حاضر عشان أقيدهم في كشف الغياب والحضور


وهنا قامت احدى الطالبات وذكرت لها انه لم تغب الا طالبة واحده....وهى منى عبده


سلمى : منى...؟!....مش هى دى يا بنات اللى كانت متضايقه امبارح وعيطت


اه يا مس


طيب خلاص أنا هبقي اسأل عليها وأطمئن


.........


مر اليوم الدراسي......وهرعت سلمى الى مسئولة شئون الطلاب لتسأل عن تلميذتها الغائبه.....فأخرجت المسئولة لها ملفا به كل المعلومات عن "منى"


وبعد التجوال بناظرتيها في الورقه عرفت سبب اضطراب منى وبكاءها ..... انه "عم عبده " البواب البسيط.....


.لا حول ولا قوة الا بالله......ألهذا بكيتى يا منى .....قالتها تحدث نفسها متحسره.....لا دى انتى عايزه قاعده

.....

وجاء اليوم التالى......دخلت منى قاعتها يخيم على وجهها وجوم وشرود.......تحدثها زميلاتها ويسألنها عن سبب غيابها بالامس وهى لا تسمعهم...حتى بدأت الحصه


دخلت معلمتهم المحبوبة عليهم وألقت السلام....ونظرت لتجد منى جالسة في مكانها...ابتسمت ابتسامة خفيفه ثم بدأت حصتها.....وما ان انتهت الا وقالت : منى عايزاكى في الفسحه لو سمحتى


هزت منى رأسها مستجيبه


وسط الفناء الواسع يلعبن الفتيات ويلهين.......ومنى تجر خطواتها الواجمة الى معلمتها .....


تعالى يا منى اقعدى جمبى....هكذا استهلت "مس سلمى حديثها معها ...ثم تابعت :......ها يا جميل....يعنى مشفناكيش امبارح....خير في حاجه


منى : لا يا مس مفيش حاجه....كنت تعبانه شويه


سلمى : شفاكى الله وعافاكى....ايه الجرح اللى في ايدك ده


منى : أأ.....اصل......أصلي اتعورت في ازاز مكسور


نظرت اليها "مس سلمى " نظرة حانيه وأمسكت بيدها......ثم قالت : منى أنا عرفت ايه اللى كان مزعلك وخلاكى تعيطى وكمان تغيبي امبارح......زعلانه عشان بابا بيشتغل بواب بسيط .....مش كده ؟


نظرت اليها منى في صمت ثم بكت وبصوت متحشرج قالت : ايوه يا مس


وفي تلك اللحظات كانت تراقبهن فتاتان خبيثتان وتتجسسن عليهن....


قالت احداهما للاخرى : .....الله الله .....بقي منى اللى عاملالى فيها بنت فلان الفلانى صاحب الشركات والمصانع ...طلعت بنت حتة بواب لا راح ولا جيه...لا ...دى لازم المدرسه كلها تحتفل بيها النهارده .....يللا بينا يا بنتى دا احنا ورانا شغل كتير


فماذا فعلن ودبرن.....انتظروا البقيه

:)




لا تســــألونى

on الأربعاء، 20 أغسطس 2008






على صوت المنبه المزعج استيقظت منى...... لتتأهب ليومها الدراسي الجديد...... وسط نظرات الحنق والتأوهات التى تغشاها جمعت حالها لترتب فرشتها الباليه بسرعه كيلا يأزف الوقت منها وتتأخر على مدرستها





أمام المرآه تنمق حالها.....تم كي الملابس.....وتلميع الحذاء ......قليل من العطر ثم الشروع في الذهاب





يا منى تعالى افطرى مع اخواتك........هكذا كان نداء الست "أم محمد" والدة منى.....العاملة البسيطه المكافحه





منى : لا يامه مش هلحق.....انا رايحه المدرسه عشان ما أخرش......





بخطوات متبختره قطعت منى طريقها للمدرسه.....المدرسة التى تقطع والديها عملا ليكفّوا أموالها





ومع قرع الجرس امتلئت القاعة الدراسية بالطالبات.....تتعالى ضحكاتهن وثرثرتهن......وفجأه تمحور حديثهم حول معلمتهم الجديده التى ستكمل معهم المسير





يا عيال المس الجديده جايه اهه.......قالتها احداهن وهى تجرى من الخارج نحو القاعه





خيم الصمت والترقب على الجميع....فالكل يتطلع الى تلك الجديده وهن يسمعن قرع حذائها على الارض





وها قد جاءت......معلمة شابه.....على وجهها ابتسامة وقورة رقيقه....ويبدو عليها سمت التدين والالتزام





السلام عليكن يا بنات......هكذا استهلت حديثها معهم ثم تابعت قائله :





أنا مس سلمى مدرستكم الجديده.....حابه نبتدى مع بعض سنه دراسيه جديده وممتعه...وهنبقي اصحاب متعاونين وهنحقق مع بعض أفضل النتائج....ايه رايكم بقي اتعرف أنا عليكم.....يللا كل واحده تقولى اسمها ومهنة والدها





وهكذا دار كأس التعارف على كل واحدة منهن.....من يأتى دورها تقوم لتذكر اسمها ومهنة والدها تعلوها ابتسامة مطمئنه...فهذه بنت المدير فلان وتلك بنت المسئول علان....وهذه وهذه





وما ان اقترب الكأس من منى الا وارتعدت اطرافها...واضطربت أنفاسها......فماذا ستخبر تلك المعلمه.....هل ستقول انها بنت عم عبده البواب........لتصير اضحوكة زميلاتها....فقد سبق واخبرتهم انها ابنة رجل ذو شأن





المعلمة : هااا....وانتى بقي عرفينا عليكى وعلى مهنة والدك





منى : انااااا.......اناااااا........اسمى منى





المعلمة : اسم جميل يا منى......بابا بيشتغل ايه بقي؟





لو كذبت عليها هتعرف من ملفي الشخصي.....ولو قولت الحقيقه البنات هيستهزءوا بي ويعايرونى...........هكذا حدثت منى نفسها وهى تفرك اصابعها وتنظر للمعلمه بتوتر





المعلمه : ايه يا منى سكتى ليه.......ايه دا انتى بتعيطى....طب خلاص لو مش حابه تقولى بلاش....على راحتك





تابعت المعلمة تعارفها على البقية...ومنى تبكى في صمت.....تتبادلها نظرات التعجب من بعض زميلاتها ونظرات خبث من اخريات





وانتهى اليوم الدراسي.....وعادت كل واحدة الى منزلها .......دخلت منى المنزل لتجد والدتها تجهز بعض الطعام البسيط التى اجتهدت في احضاره بعد عودتها من عملها





نظرة ضيق وتحسر خيمت على وجه الفتاه......ايه ياربي العيشه دى....اشمعنى انا اللى حظى كده......ثم القت حقيبتها بعنف




: الام : ايه يا بنتى مالك كفا الله الشر.....في حاجه مضايقاكى ولا زعلتك....قوليلي يا بنتى ريحي قلبي





منى : محدش ليه دعوه بيه....اعتقونى بقي حرام عليكم...انا خلاص فاض بيه....القرف ده..."....ثم دخلت غرفتها وأغلقت الباب بعنف......والام تتساءل في فزع.....ما الذي حل بفتاتها.....

وما ان مرت دقائق الا وقررت الام ان تدخل لتتفقد حال ابنتها وتطمئن عليها....وما ان فتحت الباب الا وصرخت

منــــــــــــــــــــــى.............!!!

فما الذي حدث لمنى ......انتظروا البقيه





---------------------------------------------

و تكرر اللقاء

on الخميس، 14 أغسطس 2008


جائتنى بطلتها المميزه.....وابتسامتها الجميله......وقد طبعت الشمس عليها علامتها عندما تتلاقي هى ومياه المصايف


دندونه حبيبتى ...ازيك ياعسل...ايه اللى عمل في وشك كده.............هكذا استهللت حديثي معها


اجابتنى......معلش بقي اصلي كنت في الفيوم بتفسح


اه يا عم مين قدك .... طب كنتى خدتينا معاكى يا ستى نتفسح برضه


ضحكة جميله ارتسمت على وجهها........معلش بقي مره تانيه


وكالعاده تهاوت بنا الكلمات في كل حدب وصوب......ولا أدرى ما الذي جر بنا الحديث الى الآخرة والموت وما شاكل......


بعبارة عجيبه تمحور حديثنا من عام الى خاص.........قالت لى......يا ستى دى الدنيا دى حلوه احلى م الآخره بكتير....بذمتك في الاخره هتقدري تضحكى الضحك ده


ابتسمتُ ابتسامة عريضه وقلت لها ....والله ؟؟......دا أحنا ان شاء الله هنضحك اكتر من كده وأحسن من كده مية مره


أجابتنى وقد ارتسمت على وجهها علامات التعجب.........ياسلام......طب هو في الاخره في تليفيزيون كده ولا حاجات بتسلي الواحد...


قلتُ لها.......ماشي يا ستى طيب وانتى بتتفرجى دلوقتى على التليفزيون ومبسوطه مش ممكن النور يقطع ....او يجيلك مشوار ضرورى......او اى حاجه تخليكى متكمليش مشاهده


اجابتنى ....آه


قلت لها.....طيب.....يعنى كل حاجه حلوه في الدنيا دى مبتبقاش كامله...وممكن يطلعلك اللى يفسد عليكى الاستمتاع بها......لكن في الاخره النعيم لاينفذ وقرة العين لا تنقطع....واستحاله حاجه هتفسد عليكى استمتاعك باى شيء.......شوفتى بقي الآخره احلى من الدنيا ازاى


قالت لى في عبارات لا يمكن أن يخرجها جوف طفلة أبدا....زادتنى لها اعجابا وتعجبا........" أنتى بتقولى على الدنيا دى وحشه.....هو أنتى لسه شوفتى منها حاجه...دا انتى لسه في عز شبابك لا جواز ولا عيال ولا شغل ولا هموم.......الدنيا مليانه ...لسه بدرى على ما تقولى عليها كده.....انتى لسه صغيره "


.بعد دقائق من الذهول والدهشه حاولت جمع كلماتى لاتابع الحديث معها.....مازحتها قائلة ......ايه يا بت انتى ده ......لالالا انتى مستحيل تكونى عيله صغيره ....دا انتى واحده كبيره متخفيه في شكل طفله....انتى عندك كام سنه يا بت...اعترفي حالا..........


تعالت ضحكاتها وقالت......9 سنين يا أبله والله


قلت...ماشي ماشي يا ست هانم .....بس أديكى اعترفتى أهو أن الدنيا وحشه...دى "دنيا " وحشه أوى


قالت......أنا وحشه .....مااااشي.....شوفي مين بقي اللى هيجيب لكم البسكوت تانى (((:


-----


وانتهى الحديث.....واستأذنت دنيا لتذهب الى متجر الجمله لتشترى بضاعتها التى ستبيعها في يومها التالى.......وابتسامتها الرائعه وحبها للحياه يجرى باوصالها......فهى ترى في عملها اعتمادا على النفس وقوة في الشخصيه وعونا للاهل....سعيدة بعملها.....ومحبة لعالمها البسيط....


صدق من قال ان السعادة داخليه...وبابها الاول هو الرضا بالقليل ...والقناعة بما في اليد.....


.حفظك الله يا دنيا وأدام عليكِ بسمتك ورضاك.......



أما مضي زمن النوم

on الأحد، 10 أغسطس 2008


في ركب الايام نمر مسرعين

كل ساعة تمر تضاف الى سابقاتها لتعلن عن أقتراب الخطب الجلل الذي تستعد له المخلوقات أيما استعداد

فالشياطين تستعد لتصفد......والملائكة تعلن التأهب.....والمؤمنين يتجهزون للطاعات.....والمفسدين يعدون المهلكات....الجنان تتزين ...والنيران تغلّق

هاهى الايام والليالى تمر مر الريح ....... تطوينا معها بلا استأذان ....... وان كان في العمر بقيه بلغنا هذا الشهر العظيم....فأما معتقين لانفسنا.....أو عياذا بالله موبقيها

كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يقسمون العام نصفين على ان يكون رمضان هو محوره....فالاشهر التى تسبقه يدعون فيها ويتضرعون أن يبلغهم الله ذلك الشهر العظيم......و أما النصف الاخر الذي يعقبه يأتى فيه التضرع والابتهال أن يتقبله الله منهم


هذا حالهم.......يعلنون للارض ومن عليها أن مضي زمن النوم........فلا توانى ولا تمايع......

يتنافسون في مضار الطاعات والقربات كالذي لايحيا الا لهذا......أو انها ستكون آخر عهده....فلا يترك لقلبه مجالا للاهتزاز


لكم طفت بفكرى عن سبب كثرة الانتصارات والفتوحات في هذا الشهر الكريم على وجه الخصوص


ورأيت من الحكم ما عجز قلبي عن استيعابها

فها هو هلال الشهر المبارك.......أول ايذان بحلوله.......يستعد كل مؤمن على هذه البسيطه بالصيام.....فالكل يصوم عند الفجر ويفطر عند المغرب........وتجتمع الامة كلها على امر واحد.....القاصي منهم والدانى.......لافرق بين اعرابي واعجمى.....الكل يتفقد هلالا واحدا وفجرا واحدا ومغربا واحدا

فكيف لامه مجتمعه على امر جامع صالح الا يكون لها نصر وتمكين؟؟؟

فلانصرالا بوحده


من حكمه ايضا انك تدفع خلال ساعات صيامك عن نفسك كل ما لذ وطاب.......حتى الحلال منه....فلا ماكل ولا مشرب ولا زوجه ...... فتسمو بروحك على مادتك لترتقي ....وحينها ستستحيل علائق قلبك من دنيا وماده.....الا روح واخره

وكيف بمن كان همه الاخره و ترك ماله وحاله الا يصمد امام عدو تسيره مادته......انت تقاتل لاجل الموت وهو يقاتل لاجل الحياه

فاطلبوا الموت توهب لكم الحياه


هذا بالاضافه لسيل الايمانيات التى تغترف منه القلوب المؤمنه ساعة تلو الاخرى......فالصلاة والقيام والدعاء والقرآن والصدقات والدعوه الى الله.....كل له مذاقا خاصا في هذا الشهر........ولعلها من فتوحات الله وتجلياته على عباده المؤمنين........وهذا لترتقي بزادك الايمانى حتى تقتات منه عبر مسيرتك في ما سيعقبه من شهور.........والايمان من أعظم اسباب التمكين

ومن دلائل ذلك ما روى عن الفاروق رضي الله عنه وارضاه حينما خاطب جيش المسلمين قائلا لهم انكم لاتنصرون بعدة ولا عتاد ولكن تنصرون بالايمان الذي في قلوبكم

...فان نزع الايمان كانوا هم اكثر عدة وعتادا وكانوا احق بالنصر.....ولكن ايمانكم هو الذي ينصركم...وكم من فئة قليله غلبة فئة كثيره


وغيرها وغيرها من الحكم العظيمه


والآن عليكى يا أمتى أن تستفيقى......طال نومك كثيرا......أما في هذا الشهر الذي يقترب بخطواته نحوك من دافع للاستيقاظ


قومى استميحك وانهضي وتزينى لتستقبلي هذا الحبيب الغالى فلعله يحمل معه دواءك.......ايقظى ابنائك وجهزيهم.....وتغلبي على الامك وجراحك....واعلنى ان نور فجرك قد أوشك على أن يلوح ليضيء الارض بعد ظلامها.....نورا يصل الى كل بيت مدر ووبر.......يعلى فيه راية الاسلام......ويأذن فيه بميلاد جديد لامتنا.....ميلاد جديد وعهد جديد يعز فيه الاسلام واهله ويتاب فيه على الكفر واهله


ففي كل رمضان يتجدد الامل......


ويقولون متى هو.............قل عسي ان يكون قريبا
كل عام وانتم الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم والى الخيرات اسبق


شخابيطى

on السبت، 2 أغسطس 2008




سلام الله عليكم جميعا



اعتذار واجب عن تقصيري في التدوين ومتابعة المدونات في الفتره الماضيه للانشغال






كنت املك حصيلة لا باس بها من التدوينات متنوعة المحتوى لكن اشعر الان بالعجز عن تنميقها وتدوينها.....







لذلك فضلت ان اعرض عليكم بعضا مما رسمته الى حين يأتينى الوحى التدوينى لاتابع المسير.....مع العلم انى مجرد هاويه....







اليكم اللوحات







1




2



3



4




5




6





7




8





9((لمبة جاز....حاجه بحبها اوى ))




9