كان الذهاب لجمعة النصر بالتحرير لم يتخطى كونه حلما وأمنيه ..... وعشت لا أرى بوادر أمل للذهاب الى هناك سوى خيط رفيع يتأرجح في ساحات الاحتمال والشك عندما أبدت صديقة لي امكانية ذهابها معي خاصة مع خبرتها في السفر والترحال
كان عائقي الأكبر هو السفر وحدى للقاهرة ... وهو التجربة التى لم يسبق لى خوضها للأسف .... بالإضافة الى تكرار فشل محاولات الذهاب السابقة وآمالى التى كانت معلقة عليها
صليت الفجر ثم جلست بجوار هاتفي المحمول أنتظر مكالمة الفرج .... أقوم تاره...وأقعد تارة.....
الساعة تمر تخلفها الأخرى وأنا في انتظار .... حتى جاءت الثامنة ولا شيء ....بعثت لها برسالة ثم انتظرت.... هاتفتنى فورها لتخبرنى بأننا سنذهب بعد أن استأذنت والدتها ووافقت
غمرني شعور بالشغف الشديد والسعاده وعلى الفور بدأ الاستعداد للذهاب .... أخرجت ملابسي وارتديتها وأعددت حقيبتى ثم نزلت في اتجاهي لموقف السيارات
الزحام كان يتبدى طيفه حتى من قبل مغادرتى لمحافظتى....وتوقعت مشهدا ف التحرير كمشاهد الحج ... وبالفعل كان ماتوقعته
بعد أن ركبنا ووصلنا الى رمسيس ثم ركبنا المترو ووصلنا وجدنا احد المداخل للميدان مغلق تماما من شدة الزحام...فاضطررنا لسلك مدخل آخر....كنا نسير أفواجا ضخمة داخل أنفاق المترو ....وخرجنا الى النور أخيرا لنرى مشهدا كقصص الخيال....ملايين البشر في ساحة واحده يجلس بعضهم ويقف البعض الاخر في خشوع للاستماع لخطبة الدكتور القرضاوي التى أبدع فيها أشد الابداع
كانت حربا ضاريه مجرد محاولة التقدم وسط هذه الجموع ... ووجدت نفسي في لحظه قد أُسرت بين عدد لانهائي من الأشخاص ولا أمل ف الجلوس ولاأمل في حتى التحرك....وقفت أمسك بيد صديقتى واستغفر حتى وفقنا الله للتقدم قليلا والوقوف والاستماع لهمهمة صوت يشبه صوت شيخنا الجليل الذي أبت تلك الجموع المتدافعة إيراده على مسامعنا....أنتهت الخطبه وصلينا ونحن واقفون الظهر والعصر وصلاة الغائب....ثم كبرنا تكبيرات العيد في حالة إنتشاء لم أشعر بها من قبل .
كان تقدمنا للأمام عسيرا جدا ... وكنا نرى حالات الاغماء من الزحام وسخونة الجو وفقدان الأطفال كثيرا جدا حولنا.... بعد عناء استطعنا أن نخرج لمتنفس من الهواء وبدأنا الإحتفال بعد كلمة الإبراشي أنشد المبدع حمزة نمرة ورددنا خلفه ونحن نلوح بالاعلام...ثم وقفنا نلتقط الصور بالقرب من العلم الضخم الذي غطى عمارة ضخمة تطل على الميدان ثم جلسنا نصفق ونهتف على أنغام الأناشيد الوطنية ونلوح بالأعلام وكان الإحساس بالوطنية وأخلاق شباب الثورة العالية شيئا تعجز الكلمات عن وصفه
لم نطل الجلوس وذهبنا من الميدان عبر المترو الى محطة القطار...وجلسنا نشرب الشاى في انتظار القطار الذى عاد بنا الى محافظتنا في تجربة مرهقة وممتعه احتفل فيها الملايين بانتصار ثورتهم المباركة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ....اللهم ولّي علينا خيارنا واصرف عنا كل من أراد بنا وبالإسلام سوءا
------------
تحديث : الصور
0 التعليقات:
إرسال تعليق