وفـــاة متعـــه

on الخميس، 30 يوليو 2009




كانت جارة صديقتى.....أرملة وحيدة لها من الابناء أربعة......ثلاث بنات بينهن واحدة مقعده...وولد صغير طائش



مات زوجها وترك لها من المالِ ماله أن يكف حاجتها وحاجات أولادها ويزيد........





كانت في هيئتها أشبه بالجبل اٍن تحرك......تملك طولا وعرضا وعافية وقوة وتسير على الأرض فتهزها هزا.....لايعنيها ليلا ولا نهارا ولا كلمات ولا نظرات ..شديدة الوطأة وما لأحد عليها من سلطان يطاع




كان حالها بين الأرامل البائسات من حولها كالبيت الذى هد الزلزال كل البيوت التى تحيط به وأبقاه هو وحده على حالته وهيئته ....فهذه تعانى الفقر والاخرى تعانى الوحده والثالثة تعانى الضعف والرابعه والخامسه ......أما هى فلم تعانى من أى شيء الا : رغبتها



مرت عليها الليالي ومر معها الحزن على الزوج الذى دفنت معه أقل ما كانت تملكه له من وفاء واخلاص .... وباعت ثوب الأم الأرمله الوحيده بثمن بخس ...لتبيعه وهى تتقلب في أحضان رجال غرباء لا يجمعها بهم أدنى ميثاق شريف يرضاه خالقها وخالقهم



كانت تأتيها النصائح والمواعظ والتحذيرات من كل حدب وصوب.......وهى تضرب بكل ذلك عرض الحائط.....عمى بصرها وقلبها وصمت اذناها عن كل ما سيصرفها عن رغبتها.....




توالت الايام وعرفت في بلدتها بذلك .... وسكتت ألسن الناس اتقاءا للسانها ...... لم تكن تعلم ما يدبر لها


ذات يوم شعرت باعياء لم تعتاد عليه وهى العفيه الضخمة الشديده......وهرعت الى الاطباء وطالبوها بالتحاليل والأشعه....


وهنا كانت المفاجأه


ورم خبيث استقر بجسمها ..... انه السرطان......الذي بات ينتقم بداخلها لكل من تكلم وتجاهل وكل من نصح وأُغفل ...... لبناتها الايتام...لولدها الشاب.....لزوجها المُتوفى......ولربها الجبار أولا وآخرا


..........................


في زاوية البيت تجلس امرأة هزيله ضعيفه مسكينه مجعدة الملامح أهلكها المرض وأهلكتها أدويته ....تقلب طرفيها بخوف وأسى بين زوايا حجرتها التى صارت حدودها بعد أن كانت البلدة كلها هى حدودها ......انها هي......هى نفسها ولكن ليست هي...


لم يستطع جسمها القوي الشديد تحمل المرض.....وفي غضون أسابيع قليله كان قد جاء أجلها وماتت ...وتركت اولادها ايتاما ترعاهم جدتهم وهى على مشارف الموت.....تخنقهم السمعه التى خلفتها لهم والدتهم



ما الذى استحق ان تبيع لاجله كل هذا.......اما كان من الممكن ان تطلب ذلك في الحلال من ربها وخالقها......مالذى كان يستحق ان تضحى لاجله بسمعتها وسمعة اولادها واهلها ...... ما الذى جنته.....وما الذى خسرته



هاهي ماتت وكانت معها وفاة متعتها......

مدرسة الحياه

on الأحد، 19 يوليو 2009


.اعتقدت للحظه انى قد انهيت تعليمى الرسمى بمجرد خبر تخرجى.....ولم أتخيل حينها أنى مقبلة على الالتحاق بالمدرسة الأكبر......مدرسة الحياه

لم يبدو الأمر لى كما تخيلت.....وربما فسر هذا انشغالى عن التدوين في الفترة السابقه.....وكان هذا أول عهدى بالعمل....في مجالين أحدهما كان بالنسبة لي حلما وهو الصحافه....والآخر كان العمل بالتدريس

كان يراني من حولى محظوظة كنجوم السماء.....ارتفعت وأضاءت دون تدخل منها......فكم ممن حولى يفتقدن للعمل ومتخرجات منذ أعوام ويقتلهن الفراغ والبحث عن أى وظيفه

وبالفعل خضت المجالات التى اختارها لى ربي وقدرها ببراءة طفله وطموح يناطح قمم الجبال......وخرجت من عالمى المثالي الصغير الى طاحونة الحياه .....أخالط أقوام من كل الأشكال والألوان وتعتصرنى الأحداث فتعلو بي الى القمم وتهبط بي الى القيعان......وأنا كورقة الشجر في مهب الريح لا أملك أدنى الخبرات في كيفية الثبات بين كل هذا

لم يخطر بعقلى الذي كان قابعا في مدينته الفاضله أن هذه الأنواع من البشر قد فُك أسرها من بين سطور القصص والروايات وشاشات التلفاز لتتجسد حقيقة على أرض الواقع ويُقدر لى التعامل معها وجها لوجه...........أنا بسذاجة الطفله وهم بصنوف النفاق والكيد والتلون والغش وعدم الامانه وكل مالم يتسع لعقلى الفطري البسيط استيعابه....

كان صراعي حينها متأرجحاْ بين الاستمرار والمجاهده وبين شد الرحال والابتعاد السالم ..... نصحنى المقربون بالخيار الأول...الاستمرار وفرض ذاتى الملتزمه بينهم والتركيز نحوالهدف الذي خضت لأجله هذه الميادين......وبالفعل استمريت وجاهدت وتجاهلت أعداء النجاح وبدأت فعلا الاحظ القوة في شخصيتى والمرونه في تصرفاتى بشكل أفقدنى الثقه في كل من حولى وجعلنى أعاملهم بما هم أهل له لا بما اعتدت ان اعامل الناس به ...وحققت نجاحا ارضانى نسبيا في عملى وفي حياتى بصفه عامه منذ ذاك

لكن دوما ما كنت استشعر فجوه بين ذاتى الحقيقيه وذاتى التى اضطررت للتعامل بها......ولكنى اكتشفت ان هذا شأن كل من يريد التكيف مع عالمه الخارجى بنجاح دون أن يمس النقي فيه بسوء

وهذا بعض ما علمتنيه مدرسة الحياه صعبة المناهج......التى أدين لها بالفضل رغم جروحها التى لازالت دافئه

no gain without pain


عوده

on الأحد، 5 يوليو 2009

عالمي الإفتراضي الغالي افتقتدكم وافتقدت مدونتي كثيرا



لم يخطر ببالي ان ظروف الانشغال والعمل وعدم الاستطاعه ستفصلنى عن احب واقرب بقاع النت الى قلبي "مدونتي الحبيبه"



ولأن الطائر المهاجر لابد له من العوده انتظروا عودتي قريبا باذن الله


ولكم مني خالص التحيه


سامحوني على سوء تنسيق التدوينه لاني ادون من الموبايل