كانت جارة صديقتى.....أرملة وحيدة لها من الابناء أربعة......ثلاث بنات بينهن واحدة مقعده...وولد صغير طائش
مات زوجها وترك لها من المالِ ماله أن يكف حاجتها وحاجات أولادها ويزيد........
كانت في هيئتها أشبه بالجبل اٍن تحرك......تملك طولا وعرضا وعافية وقوة وتسير على الأرض فتهزها هزا.....لايعنيها ليلا ولا نهارا ولا كلمات ولا نظرات ..شديدة الوطأة وما لأحد عليها من سلطان يطاع
كان حالها بين الأرامل البائسات من حولها كالبيت الذى هد الزلزال كل البيوت التى تحيط به وأبقاه هو وحده على حالته وهيئته ....فهذه تعانى الفقر والاخرى تعانى الوحده والثالثة تعانى الضعف والرابعه والخامسه ......أما هى فلم تعانى من أى شيء الا : رغبتها
مرت عليها الليالي ومر معها الحزن على الزوج الذى دفنت معه أقل ما كانت تملكه له من وفاء واخلاص .... وباعت ثوب الأم الأرمله الوحيده بثمن بخس ...لتبيعه وهى تتقلب في أحضان رجال غرباء لا يجمعها بهم أدنى ميثاق شريف يرضاه خالقها وخالقهم
كانت تأتيها النصائح والمواعظ والتحذيرات من كل حدب وصوب.......وهى تضرب بكل ذلك عرض الحائط.....عمى بصرها وقلبها وصمت اذناها عن كل ما سيصرفها عن رغبتها.....
توالت الايام وعرفت في بلدتها بذلك .... وسكتت ألسن الناس اتقاءا للسانها ...... لم تكن تعلم ما يدبر لها
ذات يوم شعرت باعياء لم تعتاد عليه وهى العفيه الضخمة الشديده......وهرعت الى الاطباء وطالبوها بالتحاليل والأشعه....
وهنا كانت المفاجأه
ورم خبيث استقر بجسمها ..... انه السرطان......الذي بات ينتقم بداخلها لكل من تكلم وتجاهل وكل من نصح وأُغفل ...... لبناتها الايتام...لولدها الشاب.....لزوجها المُتوفى......ولربها الجبار أولا وآخرا
..........................
في زاوية البيت تجلس امرأة هزيله ضعيفه مسكينه مجعدة الملامح أهلكها المرض وأهلكتها أدويته ....تقلب طرفيها بخوف وأسى بين زوايا حجرتها التى صارت حدودها بعد أن كانت البلدة كلها هى حدودها ......انها هي......هى نفسها ولكن ليست هي...
لم يستطع جسمها القوي الشديد تحمل المرض.....وفي غضون أسابيع قليله كان قد جاء أجلها وماتت ...وتركت اولادها ايتاما ترعاهم جدتهم وهى على مشارف الموت.....تخنقهم السمعه التى خلفتها لهم والدتهم
ما الذى استحق ان تبيع لاجله كل هذا.......اما كان من الممكن ان تطلب ذلك في الحلال من ربها وخالقها......مالذى كان يستحق ان تضحى لاجله بسمعتها وسمعة اولادها واهلها ...... ما الذى جنته.....وما الذى خسرته
هاهي ماتت وكانت معها وفاة متعتها......
6 التعليقات:
هكذا الانسان عندما يصاب بالعمى
لا يستطيع ان يميز بين الخطأ والصواب ... او حتى بين المصلحة والضرر
ربنا يعفينا من ان نكون كذلك
الموت في الظروف دي نعمة من وجهة نظري
تحياتي
بنت ابيها
تمام فعلا.....ربنا يعافينا يارب
ربنا يصلح حالنا جميعا
نورتينى ياقمر
مايكل....شكرا لزيارتك اولا
تمام فعلا.....بس الموت هيبقى نعمه للى حواليها...لكن ليها الله اعلم
ربنا يعافينا
جميله ومعبره :)
نورتينى ياأقصوصه
شكرا لك
إرسال تعليق