شجرةً جرداء علمتنى حِكماً !!!

on الخميس، 21 فبراير 2008


ليلٌ شاتٍ.... كان الجو فيه بارداً جداً......خرجت الى شرفة المنزل بهدوء أتلمس ما حولي.....
سكون رهيب يخيم على الاجواء....يخلو من كل شيء الا من أصواتا خافتة لأجهزة تلفاز وصوت لاذاعة القرآن الكريم .......وبعض اصوات شجرٍ تسير راغمةً عندما يقترب منها الهواء البارد بوجهه المخيف

السماء يضيئها بدرٌ مكتمل....إضاءةً ربانيةً لا مثيل لها

..جلست انظرُ فيما ما حولي...في البيوت المحيطة بي....أراها تقاسي آلام البرودة مثلي

دُرتُ بعينى يمنة ويسره.....إلى أن استوقفتنى شجرة تقف بجدية تحت شرفتى مباشرة



تخلو من الأوراق.....وتبدو كشبح مخيف يحرس مدخل البيت....يتجه بفروعه الجرداء إلى كل نحو وصوب وكأنه يشير إلى عُمّار البيوت أن اسكنوا....
وجدتها فرصة طيبة لفتح باب الخيال الحوارى معها
سألتها في نفسي.....أترانى أراك يا شجرتى حزينه.....جاء الشتاء وانتزع أوراقك عنوة حتى جعلك كالمرأة التى مات عنها زوجها وهي في ريعان شبابها.....


أجابتني في نفسها: كلا يا صديقتى....أنا لا يعنينى شتاءاً ولا خريف......الشتاءُ ياًتيني يحمل في قسوته ماءاً يروي ظمأى.....أقتات بماءه حتى استعيد كسائي من اوراقى بعده.....

لولا هذا الشهر البارد لما أريتُ احداً طيب الاوراق والثمار.....

وكذلك البلاء للمؤمن.....قد يحرمه من شيء عزيز عليه كى يسبغ عليه من فيوض النعم والكرم بعدها

قلت لها في نفسي:سبحان الله ...يالها من حكمهةٌ عميقةٌ عجيبةٌ....ولكن أخبرينى يا شجرتي العزيزه ...هل من حكمة في أغصانك وفروعك المتشتتة والمتفرقة في كل مكان....كل فرع منهم في إتجاه يخالف الآخر....وهل هذا يرضيكِ؟

قالت لى في نفسها : صديقتى في ما ذكرتِ حكمة عظيمة لو تأملتيها بقلبٍ مؤمن.....

قلت لها : كيف؟؟؟

أجابتني قائلة : أنتِ لاحظتي تشتتها وتفرقها أليس كذلك؟؟....ولكنكِ لم تلاحظي أنى جمعتهم بجذع واحد يفوقهم طولا وعرضاً .....تنتهي بجذور تتشبث بتربتها....تستمد منها ماءها وقوتها لتوصلها الى الفروع ثم الاغصان ثم الاوراق لتعيد إليهم الحياة

وهذا حال أمتنا....تقاسي آلام التفرق والتحزب....وكل فرقة تنأى بنفسها في إتجاه غير قرينتها

ولكن يجمعهم جذع كبير إسمه الاسلام......يمدهم عن طريق جذوره بماء القرآن والسنة النبويه حتى يكتمل إزدهارهم وتظهر لهم بوادر الثمار الطيبه......ولكن إن أبى غصناً منهم جوار أقرانه ومشاركتهم جدهم ولعبهم....ورأى أنه خيرٌ منهم وفضل الانعزال.....سيكون مصيره هو الجفاف والموت.....

ومهما طال ليل جفافها الشاتِ....ستستقي منه قوّتها وقوُتها...ثم يأتى الفرج بعد حين وتعود الاوراق والثمار في الينوع
فأشدُّ ساعات الليل حلكة هي التي تسبق الفجر.....

ولكأني أرى أن فجر هذه الأمة قريب....
فجرها قريب.....فجرها قرييييييب

30 التعليقات:

الطائر الحزين يقول...

نعم إن الفرج قريب

إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فأعبدون

جميل أن لم ترد عليك شجرتك
كالتينة الحمقاء حين قالت

ولست مثمرة إلا عن ثقة
أن ليس يطرقنى طير ولا بشر

فنزعت كل فروعها

وعندما أتى الربيع

ظلت التينة الحمقاء عارية
كأنها وتد فى الارض أو حجر

ايليا ابو ماضى


تحياتى

آخر العنقود يقول...

ماشاء الله
فكرة رائعة ..واسلوب عرض جميل
اكرمك الله ونفع بك أختاه

"ان نصر الله قريب"

تحياتى ليكى

أمـ الله ـة يقول...

رائعة
حقاً رائعة
إحساس رائع
وصف رائع
كلمات رائعة
مدونة رائعة

بارك الله فيكِ واستعملك فى نصرة دينة

فرنسا هانم يقول...

اخذت لفه بالعجله على مدونتك الجميله
وعجبتنى فكره المسرحيه الهزليه
عموما
باين عليا
هاكون ضيفه هنا كتير
بس حضرى انتى النسكافيه
والحلويات
تحياتى لكى

Unknown يقول...

اخي الطائر الحزين
اسعدتنى زيارتكم وردكم
بارك الله فيكم
وجزيتم خيرا على المرور والمشاركه

Unknown يقول...

اختى اخر العنقود
شرفت بزيارتك لمدونتى المتواضعه
جزاكم الله خيرا على المرور والكلام الطيب
بارك الله فيكم

Unknown يقول...

اختى امة الله
اسعدتنى زيارتك وكلامك الطيب
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك

Unknown يقول...

اختى فرنسا هانم
المدونه نورت بزيارتك
ياريت تشرفينى دائما
انا سعيده بزيارتك والله
بارك الله فيكِ

Unknown يقول...

ماشاء الله فعلا
فكرة مميزة جدا لتوصيل رساله هي تعد اهم رساله يجب ان نوصلها الان
لان الخلاف والتحزب من الابتلاءات التي تدمر الامة وتزيدها هما الي هم وكربا الي كرب
ياليت الكل يعلم ان الاسلام يجمعهم ويحتويهم وليس لاحد ان يحتوي الاسلام بل هو من يحتوينا
وجزاكم الله كل خير

السكندرى يقول...

ولكن إن أبى غصناً منهم جوار أقرانه ومشاركتهم جدهم ولعبهم....ورأى أنه خيرٌ منهم وفضل الانعزال.....سيكون مصيره هو الجفاف والموت

أخشى ان تكون مصر هى أكبر تلك الفروع التى قربت على الجفاف

كماتك رائعة وفكرتك بها الكثير من الإبداع
بارك الله فيكى وجعله فى ميزان حسناتك

Unknown يقول...

اخى الفاتح الجعفري
سعدت بزيارتكم مدونتى
جزيتم خيرا على الكلام الطيب
وبارك الله فيكم

Unknown يقول...

اخى السكندرى
اسعدتنى زيارتكم
اسال الله العظيم ان يمن على مصرنا بالامن والامان وان يحميها من كل من اراد بها سوءا
جزيتم خيرا على المرور والكلام الطيب

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

يا أختي جزاك الله خيرا علي اسلوبك الرائع الرقراق والله اسأل ان يستعملك في الدعوة إليه

ابو صهيب ( الجمعاوي الاصيل)سابقاً يقول...

بصراحة كلمات في الجون واكثر من رائعة

بارك الله في كاتبخا وجعلها في ميزان حسناته

والا ان نصر الله قريب

ساعد نسرين الايمن يقول...

بالنسبة ليا الفجر قرب اوي
عشان الساعة دوقتي 3 صباحا

بالنسبة للامة
مع كل هذا الظلم والفساد
ومنع الجهاد
ومنع الزكاة
ومنغ الصلاة
ومنع الدعاة
ومنع الحريات
وفي ظل
تشجيع الغباء
والاحتكار
وتكريس السطحية
وثقافة القهر التي نعيشها
لا اعتقد ابدا ان الفجر قريب

للاسف

Unknown يقول...

اخى المهاجر الى الله
جزيت خيرا على مرورك وكلامك الطيب
بارك الله فيكم

Unknown يقول...

اخى الجمعاوى الاصيل
اشكر لكم مروركم وكلامكم الطيب
جزيتم الجنه

Unknown يقول...

اخى ساعد نسرين الايمن
اهلا بحضرتك
اللى حضرتك قلته صح بالنسبه للى الواقع قاله لنا
بس بالنسبه للى ربنا وعدنا بيه مش صح
ايهما احق بالتصديق والاتباع؟؟؟
الثقه بالله هى اللى مخليانا نقول كده ونتحدى واقعنا...
مابين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال الى حال...مش كده؟
جزيتم خيرا على المرور

ارسم بالرصاص يقول...

السلام عليكم ورحمته وبركاته
يا صديقتي
يا رب تكوني بكل خير وعافية
حلوة أوي القصة ده
فكرتيني بقصة كانت أمي
بتحكيها زمان لينا احنا الخمسة
لم كنا نتخانق
ـ كان يا ما كان.. كان فيه زمان ، في بلاد ليست منا ببعيدة. كان هناك عدد من الأولاد يحبون لعب الكرة، كانوا يلعبون الكرة طوال النهار، في كل صباح ينادي الأصدقاء بعضهم بعضًا ليبدءوا لعب الكرة. وفي يوم من الأيام بينما يلعب الأولاد في الساحة الكبيرة التي تتوسط البلدة الصغيرة، ألقى أحمد الكرة في وجه صديقه حسن دونما أن يقصد إيذاء صديقه، إلا أن حسن صرخ وبكى بصوت عال، وبدأ التشاجر، انضم حسين، وعماد، وعمر، وعلي إلى صف حسن بينما وقف حسام ورامي وسمير وسعد إلى صف أحمد، فانقلب الوضع من فريقين يلعبان الكرة إلى فريقين يرمي بعضهم بعضًا بالحجارة، يتشاجرون ويتشاحنون يسب بعضهم بعضا، أصبح الكل يرى أن إيذاء الآخر هو الهدف الذي يبغيه.

رأى الأهالي هذا المنظر فانضم الآباء إلى صف أبنائهم، وعمت الفرقة والمشاحنات صفوف الكبار، فدب الخلاف والخصام بين أهالي البلدة الصغيرة.

ظلوا على وضعهم هذا أياما وليالي، لا يكلم بعضهم بعضًا، إذا مرض أحدهم لا يزوره جيرانه، إذا جاء العيد لا يهنئ بعضهم بعضًا.

وفجأة، وفي ليلة من الليالي، استيقظ أهل البلدة على أصوات عجيبة غريبة، الأصوات تقترب وتقترب. نظر الآباء، والأمهات ومن ورائهم الأطفال من وراء النوافذ، وإذا بهم يرون عصابة قوامها 20 شخصًا يقتحمون البلدة، يحطمون نوافذ المحلات ويسرقون ما بها، ويقتحمون الأسواق ويأخذون كل ما فيها من خيرات. وقبل أن يولوا خارجين من البلدة راجعين من حيث أتوا نادوا بأعلى صوتهم بحيث سمعهم كل الأهالي: "سوف نرجع لنسرق وننهب بعد شهر، موعدنا عندما يكتمل القمر بدرًا بعد شهر تمامًا".

بات أهل البلدة في حزن شديد وفي ضيق بسبب ما أصابهم من الخسارة، سوف يحتاجون إلى جهد كبير لإعادة إصلاح ما انكسر ولإعادة الأمور كما كانت من قبل. في الصباح جلس أحمد على عتبه البيت يتذكر الليلة المشئومة، ويفكر ماذا يا ترى سيحدث بعد شهر عندما يرجعون ويعيدون هجومهم على البلدة.

وبينما هو جالس شارد الذهن حزين، ناظر إلى الأرض، رأى جمعًا من النمل يعاون بعضه بعضًا، يحمل كل منهم حبة في حجم الذرة، ويدخلها إلى الجحر تحت عتبة البيت، الكل متعاون، الكل نشيط، الكل مترابط. هذه نملة ضعيفة لا حول لها ولا قوة، ولكنها بسبب هذا الترابط والتعاون تستطيع أن تصمد أمام كثير من المخاطر، يواجهون خطر قلة الزاد في الشتاء بتخزين المواد الغذائية التي تكفيهم في الصيف، إنه بالنسبة للنمل الصغير الحجم عمل كبير، ولكن بالتعاون والترابط يستطيعون مواجهة المخاطر.

لماذا لا نكون كالنمل المتعاون المترابط؟ سأل أحمد نفسه؟ لماذا؟ ما الذي ينقصنا؟ فلو تعاونّا ووقفنا جميعًا أمام تلك العصابة التي لا تزيد عن 20 شخصًا لاستطعنا القضاء عليهم وعلى خطرهم، ولكن كيف يمكن مصالحة البلدة المتخاصمة، فكر أحمد وفكر وفكر ثم قام من مكانه متهللا، نعم بالعفو والتسامح. فجرى أحمد إلى بيت حسن، وكلمه بكلمات رقيقة بسيطة فعادت روح المحبة لتدب مرة أخرى في قلب حسن فتصالحا وتصالح الفريقان وتصالح من بعدهم الكبار.

بدأ أحمد وحسن وأصدقاؤهما في بناء حائط كبير حول المدينة، ساعدهم في ذلك كل الأهالي كبارًا وصغارًا، الكل متعاون، الكل يشارك في العمل في الدفاع عن المدينة.

وعندما مر الشهر وعادت العصابة كان البناء قد اكتمل والتحصينات قد شُيّدت، من وراءها رجال متصافون كالبنيان المرصوص للدفاع عن البلدة، فرجعت العصابة عندما رأت هذا المنظر فلم يجرؤ أحد من أفراد العصابة على مواجهة البلدة الشجاعة الباسلة المتعاونة الموحدة.

وعندما كبر أحمد وصار له أولاد أراد أن يعلمهم معنى التعاون والاتحاد؛ فحكى لهم ما حدث حينما كان في سنهم، وعلمهم حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم : "المسلم للمسلم كالبنيان" وقوله تعالى:( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)ـ
وأكرمك الله وأعزك
ويا رب تكون القصة عجبتك
انا حاولت أصوغها
بشكل رائع لكن طبعا
طريقتك أحلي بكتير
والسلام عليكم ورحمته وبركاته
دعواتي
هايدي

Unknown يقول...

اختى هايدي
قصتك رائعه واسلوبك اروع
انا اجى جمبك ايه بس :)
ربنا يكرمك ويبارك فيكِ
اشكر لك مرورك الطيب

فزلوكة يقول...

إزيييييييك يا جميل؟
وحشتينى والله
إيه يابنتى الخيال الواسع ده؟؟
لأ بس بجد جميلة و"عميقة" ودى كلمة مهمة على فكرة, مبتتطلعش لأى حد
بالتوفيق

قطــــوفها دانيــــــة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعزك الله اختى حطم القيود بجد عجبنى جدا البوست بتاعك ما شاء الله لا قوة الا بالله فعلا والله احنا نسينا اننا مهما اختلفنا واتفرقنا لازم فى الاخ يجمعنا الاسلام وشكرا ليكى على انك بتفتحى وردة الامل فينا تانى اتمنى من كل قلبى ان فجر النصر يكون على ادينا جزاكى الله الجنة بغير حساب ورؤية وجهه بغير حجاب

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

الفجر قريب اخي لا تحزن نحن موعودون بالنصر والاسلام سيسود العالم باذن الله الا ان نصر الله قريب
بوركت اخي

بذرة امل يقول...

ما شاء الله مدونة جميلة اوى
انا اول مرة ازورك
لكن عجبنتنى اوى الجملة دى
وكذلك البلاء للمؤمن.....قد يحرمه من شيء عزيز عليه كى يسبغ عليه من فيوض النعم والكرم بعدها
ما شاء الله اسلوبك فى الكتابة جميل جدا
بارك الله فيكى

Unknown يقول...

فزلوكه حبيبتى
نورتينى ياقمر
جزيتى خيرا على كلامك الطيب ومرورك
دمتى بخير

Unknown يقول...

اختى قطوفها دانيه
اشكر لكى مرورك وتعليقك الطيب
دمتى بخير

Unknown يقول...

nonoymm اختى
اهلا بك ...
زيارتك اسعدتنى
جزيتى الجنه

Unknown يقول...

بذرة امل
نورتينى يا قمر
ربنا يكرمك...زيارتك اسعدتنى كثيرا

ا بـن عــمــر يقول...

جزيت خيرا على همسة التفاؤل هذه
نحن فعلا فى أشد الحاجة اليها

Unknown يقول...

جزيت خيرا اخى ابن عمر على المشاركه