حيـــــرة

on الاثنين، 17 نوفمبر 2008






ليلة مطيره بارده ..... كانت تسير فيها فتاتنا حافية القدمين وعليها ما يرق من الثياب


ظلام مخيم.....الا من بعض اعمدة النور التى تقف في البرد راغمة وحيده منكسة الرأس





وعلى ظمأ للدفء لاح ضوء آخر يرافقه صوت يزعج اشباح السكون الحائمة في المكان


وقفت الطفلة في ركن بين بيتين خائفه مترقبه......لتجد سيارة تجاهد ينابيع مياه المطر المنبثقه من الغيوم


هرعت بلا تفكير لتقف امامها عسى ان تجد مع راكبها ما يذيب جليدها


وفعلا توقفت السياره ونزل منها رجل وزوجته ليحتضنا الطفلة في اشفاق ويركبونها معهم


بعد سير عسير وصلوا سويا الى بيتهم .... واوقدوا نيران مدفأتهم وقربوا الطفلة المسكينة منها


وهنا سألتها المرأة : حبيبتى ما الذى سيّرك وحدك في هذا الوقت وهذا الجو ؟


جاوبتها المسكينه بعد لحظة سكون حزينه : ليس عندى مأوى آخر


واساها الرجل : لا عليك يا ابنتى .....يمكنك ان تظلى معنا حتى نجد ذويك او حتى مأوى يضمك.....وعندنا ابنة في نفس عمرك سأعرفك عليها عندما يأتى الصباح لانها اعتادت النوم مبكرا


استريحى هنا الى ان يأتى الصباح......وانا سأستأذنكم لان عينى غلبتنى


الزوجه : اذن في حفظ الله......سآتى الطفلة بثياب ثقال ثم أتبعك


وهنا هرعت تلك المرأة الى خزانة ملابس ابنتها لتخرج سترة ثقيله للطفلة المسكينه


ثم خرجت اليها مبتسمه لتريها اياها فلم تجدها


ظلت تبحث هنا وهناك........ولكن لا أثر !!


وهنا نظرت الى باب البيت لتجده مفتوحا قليلا فعرفت ان الطفلة قد خرجت


........................................................


كانت الطفله في تلك اللحظات تعدو هربا حتى ابتعدت ....... ثم جلست بجوار بيت قديم تحدث نفسها قائلة :


مالى.....كنت انتظر نسمة دفء ......وقد وجدت من كفانى وآوانى......ثم هربت لاعيد مأساتى وابكى منها مرة اخرى


....................


ولكنى اعتدت البرد ..... ولم اجرب احساس الدفء والسكن ........فلا اعرف كيف سأصبح ان بقيت معهم


ولا ادرى ان كان هذا الرجل وزوجته سيكونون احن على من رصيفى وشجرتى وعامود ضوئي الذى عايشتهم طويلا


وهل سيذهبان بي فعلا الى مأوى ..... ام سيتركونى لمستغلى الاطفال ومعذبيهم



مجهول......قد يحدث ولا يحدث


وأنا قررت ان اجاور صرير البرد الذى اعرفه بدلا من دفء لم اجربه


ثم جمعت كفيها وتوسدت الرصيف وغطت في سبات عميق لم ترى فيه مطرا ولا ظلاما ولا بردا قارسا



========================




هل سينفع الرجل الاسود في البيت الابيض ؟

on الجمعة، 14 نوفمبر 2008


سلام الله عليكم


ربما جاءت هذه التدوينه بعد ميعادها المناسب.....وذلك لاسباب ذهنيه و (كمبيوتريه) مرت - بفضل الله - بسلام


قبل أيام شهد العالم كله تتويج "باراك اوباما " على عرش احدى القوى التى تحكم العالم


في ظل مشاعر متناقضه ..... دموع وابتسامات......توقعات وتساؤلات .......ماذا خلف هذا الرجل ؟؟


رأيت بين جموع المؤيدين مشهدا لرجل أسود شهير......يبكى بكاءا مؤثرا عند سماعه نبأ فوز أوباما


؟ وكيف لا يبكى ؟


كيف لا يبكى وقد شهدت الأيام السالفه على هذا الرجل وأقرانه جحيما مستعرا........وعانى هو ومن على شاكلته من شتى صنوف العنصريه والاضطهاد......فكان الاسود سابقا عبدا ذليلا حقيرا لاصحاب البشرة البيضاء


أما الآن ......... من يحكم الجميع اليوم.......هو من كان عبدا لهم بالأمس


بعد الذل ...... والهوان ..........جاءت العزة والمنعة والسياده


ولا عجب


فلقد بدأت الدعوة الى نبذ العنصريه برجل واحد ....... واتبعه قوم ......جاهدوا وصبروا وامنوا بما يقولون ايمانا عميقا ... حتى جاء اليوم الذى صار واحد منهم هو القائد والرئيس


وهذا شأن كل صاحب دعوة حق يؤمن بها ويتفانى في سبيلها


......


في تلك اللحظات التى عاينت فيها تلك الدموع المنسابه على وجه هذا الرجل ... تراءى لى مستقبل ينتظر هذه الامه ...... قد تزيد الويلات عليها أكثر من الان......وقد نحاصر جميعا كما حوصرت غزه.....وقد نشهد اياما كالتى مرت علينا ايام التتار....من يدرى ؟؟..
الوضع سيتغير حينها في حالة واحدة فقط ..... ان وجدت فينا الفئة الصابرة المجاهده المؤمنه بدعوتها وتتفانى لاجلها ...هذه سنة كونيه ترفع القيود فيها راياتها البيضاء وتستسلم ....
وقد نصبح جميعنا في مثل حال هذا الرجل الباكى ...... نبكى فرحا ونحن نستعيد شريطا مُرّا تقلبنا فيه ليالى واياما انتهى بنصر وعزه وتمكين.....من يعلم ما تخبئه لنا الايام


.......


على مر العصور التى تقلبت فيها أمتنا ... وتعاقبت فيها الافراح والاحزان .....ظهرت دعوات كثيره ...... منها من اسس بنيانه على هدى وتقوى فأجرى الله على يديه نصرا مؤزرا ......... ومنهم من اسس بنيانه على شفا جرف هار.....فهوى وانهار به في دركات الذل والهزيمه


لاح سؤال .......ترانا اصحاب دعوه وفكره وغايه تتحطم امامها كل العوائق ؟......ام فضلنا حال "المخلفون" الذين رضوا بان يكونوا مع المتخاذلين المنهزمين وطبع على قلوبهم.....
استوى امامهم العز بالذل طالما كان المقابل بضعة انفاس لن تزيد العمر طولا اذا جاء الاجل وحان الرحيل


اتذكر مقوله لشهيد قال فيها " الموت لا تدنيه المعارك ولا يقصيه نوم على الارائك "


اصحاب الحق لاتموت دعواهم ..... بل يتوارثها خلفاءهم


فأما الزبد فيذهب جفـــــــــاء.....وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض


...........................


عودة لاوباما ........ رغم انى كرهت تولى هذا الرجل الذي احسبه منافق يتلون بكل الالوان ليرضي كل من كان له صله بتوليه منصبه...والذى اتوقع ان يقاتل مستميتا ليحافظ عليه وان كان الثمن هو دماء واشلاء اكثر للمسلمين والعرب


الا انى كنت اكره الآخر اكثر واكثر اعنى " ماكين "......رغم انه ابدى موقفه بصراحه وبلا نفاق.......موقف يُكنُّ فيه مقتا غير عاديا لكل عربي ومسلم


الاثنان في النهايه وجهان لعمله واحده...........عملة لن ترتضي بنوك البيت الابيض الا بها.......


الولاء لليهود...والحقد على المسلمين...هما سياسة امريكا التى لن تتغير... وحكامها ستظل طينتهم واحده........وان اختلفت الوانهم واشكالهم.....


ويا أيام هاتى ما عندك


................!!!.................