ليلة مطيره بارده ..... كانت تسير فيها فتاتنا حافية القدمين وعليها ما يرق من الثياب
ظلام مخيم.....الا من بعض اعمدة النور التى تقف في البرد راغمة وحيده منكسة الرأس
وعلى ظمأ للدفء لاح ضوء آخر يرافقه صوت يزعج اشباح السكون الحائمة في المكان
وقفت الطفلة في ركن بين بيتين خائفه مترقبه......لتجد سيارة تجاهد ينابيع مياه المطر المنبثقه من الغيوم
هرعت بلا تفكير لتقف امامها عسى ان تجد مع راكبها ما يذيب جليدها
وفعلا توقفت السياره ونزل منها رجل وزوجته ليحتضنا الطفلة في اشفاق ويركبونها معهم
بعد سير عسير وصلوا سويا الى بيتهم .... واوقدوا نيران مدفأتهم وقربوا الطفلة المسكينة منها
وهنا سألتها المرأة : حبيبتى ما الذى سيّرك وحدك في هذا الوقت وهذا الجو ؟
جاوبتها المسكينه بعد لحظة سكون حزينه : ليس عندى مأوى آخر
واساها الرجل : لا عليك يا ابنتى .....يمكنك ان تظلى معنا حتى نجد ذويك او حتى مأوى يضمك.....وعندنا ابنة في نفس عمرك سأعرفك عليها عندما يأتى الصباح لانها اعتادت النوم مبكرا
استريحى هنا الى ان يأتى الصباح......وانا سأستأذنكم لان عينى غلبتنى
الزوجه : اذن في حفظ الله......سآتى الطفلة بثياب ثقال ثم أتبعك
وهنا هرعت تلك المرأة الى خزانة ملابس ابنتها لتخرج سترة ثقيله للطفلة المسكينه
ثم خرجت اليها مبتسمه لتريها اياها فلم تجدها
ظلت تبحث هنا وهناك........ولكن لا أثر !!
وهنا نظرت الى باب البيت لتجده مفتوحا قليلا فعرفت ان الطفلة قد خرجت
........................................................
كانت الطفله في تلك اللحظات تعدو هربا حتى ابتعدت ....... ثم جلست بجوار بيت قديم تحدث نفسها قائلة :
مالى.....كنت انتظر نسمة دفء ......وقد وجدت من كفانى وآوانى......ثم هربت لاعيد مأساتى وابكى منها مرة اخرى
....................
ولكنى اعتدت البرد ..... ولم اجرب احساس الدفء والسكن ........فلا اعرف كيف سأصبح ان بقيت معهم
ولا ادرى ان كان هذا الرجل وزوجته سيكونون احن على من رصيفى وشجرتى وعامود ضوئي الذى عايشتهم طويلا
وهل سيذهبان بي فعلا الى مأوى ..... ام سيتركونى لمستغلى الاطفال ومعذبيهم
مجهول......قد يحدث ولا يحدث
وأنا قررت ان اجاور صرير البرد الذى اعرفه بدلا من دفء لم اجربه
ثم جمعت كفيها وتوسدت الرصيف وغطت في سبات عميق لم ترى فيه مطرا ولا ظلاما ولا بردا قارسا
========================