الهوية .... هي ما يميز كل مجتمع عن غيره.....والتى تهدف لجمع أفراد هذا المجتمع بافراده وفئاته تحت مظلة الانتماء القومي....وهى الخصائص التى تعكس العلاقات الداخليه للمجتمع الواحد بين افراده وبعضهم ، والعلاقات الخارجيه بين هذا المجتمع وغيره من المجتمعات الانسانيه....
و عرفها الدكتور المسيري بأنها رؤية متكاملة للكون....وليست مجرد فولكلور متوارث
كانت هذه مقدمه تلخص المفهوم....جمعتها خلال بحثي في الموضوع.....وذلك عند ملاحظتى لموجات التأرجح الفكرى الذي سيطر على العقول المفكرة بيننا
هذه الهوية التى باتت مهدده بالذوبان والانحلال والتلاشي نتيجة اختلاط مفاهيم الانفتاح والاجتياح
فهاهى " منتجات الحضاره الغربيه" طلت برأسها علينا.....فيضان من الاجتياحات الفكريه المهدده لهويتنا بالتلاشي....المغطاة بثوب جميل ولكنه زائف اسمه " الانفتاح !!!
فيرى البعض أن التحرر والانفتاح والنهضة والتقدم لن يأتى الا بحذو خطوات الغرب وعدم الحيد عنها.......
فهذا يتحلل من لغته ليتلفظ بكلمات أجنبيه....ظنا منه انه بذلك قد صار منفتحا مثقفا ....ولا يدرك بذلك انه يذيب هويته شيئا فشيئا ولايشعر
وذلك يرتدى ملابس لا يعرف لماذا أُخرجت على هذا النحو بدعوى التفتح والتحرر.....يقلد كالاعمى.....ولا يدري انه بأأخذه لذلك الزبد قد هدد هويته بالتلاشي والانحلال.....ومثالا على ذلك ما عرف بين شبابنا بـ ((اللو ويست ))...وهو بنطال قصير الوسط قد يكشف العورات....انتشر بين الشباب .... وقد لا يعلم بعضهم أن أصحاب فكرته هم الشواذ.....صنعوه ولبسوه كى يعرف بعضهم بعضا !!!.....فقلدهم على غير هدى .... ولو ادرك لانتبه....هدد هويته بسلاح من لا هوية له
أفلام وكليبات لادين لها ولا وطن....كالمرض الخبيث يتسلل بخفة حتى يستحكم.....قلدناها بسذاجه....فصُبغت منتجاتنا بصبغتها.....وفُقدت الهويه.....فلا شيء صار يميزنا عنهم
وهذى هي " الدولة الصهيونية"......خطر هدد هويتنا العربيه والاسلاميه أيضا.....فكرة السوق الشرق أوسطيه ومشروع الشرق الاوسط الكبير.....هدف أسمى لها....ألا وهو تفتيت الهويات العربيه لابراز الهوية العبرية
وهذه" مناهج التعليم المشوهه"........والسعى الدؤوب لتهميش الدين واللغه والطمس التدريجى للعادات والقيم السائده....وتقديم الرسم والموسيقي - مع عدم انكارى لاهميتهم - على الدين....الحذف والاضافه التى باتت سيفا يقطع الهويه أشلاءا
((ثلاثي الهدم الذي يحفر تحت بنيان الهويه ليمحيه ويدمره ))
؟؟من كــــــــــــل ما سبق تلوح تساؤلات؟؟
1- هل صدق من ظن أن التقدم والنهضه لن تكون الا بالاتباع الأعمى في الحسن والسيء للغرب
2- هل من الحكمه أن نأخذ من الغرب قبيحهم لنطمس به حسننا....ونترك الحسن
3- هل الغياب التدريجى للغتنا العربيه....واحلال المفردات الاجنبيه محلها ...من الانفتاح
4- هل الغاء ايات الجهاد من مناهجنا الاسلاميه بنية "قتل الارهاب"....وجعل الدين ثانويا في مناهجنا سيشكل خطرا على هويتنا...وهل هذا سيقتل الارهاب فعلا....
5- هل من المستحيل أن نستفيد من التقدم العلمى للغرب والابحاث والاكتشافات و أسباب النهضه والتقدم العلمى والتكنولوجى.....بطريقه لا تضر بهويتنا ؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وغيرها وغيرها من التساؤلات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكن أخيرأ اليكم كلمتى
أليس من الضرورى بل والحتمى أن تكون لنا هوية تميزنا عن غيرنا........لغة عربيه نتحدث بها....أزياء من انتاجنا وابتكارنا ..... انتاجات اعلاميه تعبر عنا بلغتنا وتفكيرنا وقيمنا
أم سنترك نفسنا للذوبان والتلاشي التدريجى.....والاحتلال والغزو الثقافي والفكرى الغربي....والذي يتنافي مع قيمنا واصولنا...ظنا منا أن هذا هو الانفتاح والتحرر....و أن هذا ما سيجلب لنا التقدم والتحضر والنهضه......
لا نهضه ولا تحرر ولا تقدم الا في هوية تجمعنا......باب كبير يغلق علينا......نلتزم به ونحافظ عليه ونحميه من كل من أراد ان يمسه بسوء....
فلنعيد بناء هويتنا سويا.....ونرممها مما اعتراها من سيول الاجتياح الهادم التى اغرقتها طويلا
و لننمى ونكبر هذا هذا الكيان....ولنعيد اليه قوته التى كانت فيه....حتى يصير قادرا على مواجهة كل أعداءه بقوه وصلابه