جلست مع نفسي في لحظة تخيل عميقه كما اعتدت ان افعل دائما........
وتخيلت حوارا دار بين صحفي و زوجة شابة لشهيد شاب ......
...........
*استمعوا معي الي هذا الحوار*
الصحفي :اختاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزوجة :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصحفي : اولا اود ان اتقدم اليك بجزيل الشكر لسماحك لي باجراء هذا الحوار معك
واسمحيلي اختاه ان استهل حديثي بالتعازي اليك في زوجك الشهيد المناضل...
ولكن دعيني اسالك يااختاه....ماذا كان يمثل الشهيد الزوج الشاب بالنسبة اليك؟؟؟؟
الزوجة :اولا يااخي مثلي لاتعزى....بل تهنأ......
اما بالنسبة الي الشهيد الحبيب فما عساي ان اقول فيه ؟؟؟
ان مثل هذه المشاعر لن تصل بدفئها واريجها خلال حروف جافه....
انها موده مزجت برحمه مزجت بتقدير مزجت بطاعه مزجت بجهاد مزجت بزريه مزجت باحترام مزجت بفراق مزجت بشوق
فكيف ستصوغها عبارات؟؟؟؟؟......
كيف بك ان جاء عليك يوم فقدت فيه عضو اساسي من اعضاء جسمك......قلبك الذي يدق،،،،عينك التى تري،،،،،عقلك الذي يفكر
بالله كيف سيكون حالك؟؟؟؟.....ان استطعت الاجابة فكذلك ستكون اجابتي......
الصحفي :امممم اقدر حالك والله يااخيتي....وطالما ترددت في اجراء هذا الحوار معك كي لا اعيد الى قلبك ذكرى مؤلمة...ولكن اثرت ان تتعلم جميع نساءنا منك كيف تكون الزوجة المحبة عونا لزوجها في سبيله الذي افنى حياته من اجلها...
كلمينا يااختاه اكثر عن الشهيد المجاهد....كيف كانت حياة الشهيد ويومه....كيف كانت عبادته ، كيف كان بره ، كيف كانت همته، .....الخ؟؟؟
الزوجة : كان الشهيد يسري حب الخير بدمه.....وكان كالريح المرسلة في الطاعات...لا يتهاون في فرض من فروض الله
طيب الخلق....حسن السمت.....شديد البر باهله....لا يتاخر في واجب....بكاءا معطاءا كاروع مايكون العطاء....
ولهذا استطاع ان يكسب حب جميع من حوله......وكان قياديا رغم صغر سنه يحترمه ويقدره الجميع.....رحمه الله تعالى
الصحفي : رحمه الله رحمة واسعة ،،،،اذكري لي يااختى كيف كان يحدثك عن حبه لجهاده ورغبته في نيل الشهاده؟؟؟؟
الزوجة : اممم....ساحكي لك موقفا من مواقفه العديده....
رايته ليلة ينظر الى السماء وبعينيه دموع.......اقتربت منه في هدوء وقلت له......مايبكيك يا حبيبي؟؟؟....
تبسم في وجهى وكفف دموعه ثم قال : ابدا...تذكرت الشهادة ومقام الشهداء عند الله فتاقت نفسي اليها....
تبسمت وقلت له مازحة.....انت تريد الشهاده لتتركني وترحل.....اعلم انك تتوق للحور العين....اليس كذلك؟؟؟؟
ضحك ضحكة خفيفة وقال لي كلا.....ولكنى تمنيت لكي قصرا مشيدا يتعجب الجميع من روعته وجماله.....في مكان ترنو جميع الخلائق اليه .... وجوارك فيه سيكون قصر النبي وازواجه وسائر الصحابة والتابعين...وانتي الملكة المتوجة التى تزين هذا القصر....ولكني رايت ان قصرا كهذا سيحتاج ثمنا غاليا جدا.....فما وجدت له حلا الا ان اقدم روحي فداءا لدين الله...واترك جوارك الي جوار الرحمن...لالتقي بك في هذا القصر لنحيا حياة خالده لاانتهاء لها......
نظرت اليه وقد تاهت العبارات مني.....لا ادري ما اقول له.....لم تخرج مني الا عبارة "لكني لن اطيق فراقك ابدا"
تبسم وقال فراقنا قدر لا محالة فيه....سيكون شئنا ام ابينا.....ولكن لنكون طلاب اخره....ساتركك القليل لالقاكى الكثير.....
الصحفي : ياااااااااااالله......مااروع هذا يااخيتي......ماهذا الحب الذي يسقى من معين الله وطلب الاخره......
والله لقد استحييت ان اسالك عن شيء اخر.....ولكني اود منك ان توصفي شعورك الان لكل من يستمع الينا عسي ان يجعل الله فيه نفعا وقدوة لسائر النساء المسلمات.....
الزوجة : اخي انا اعيش الان مزيجا من الاحاسيس التي قد تبدو للبعض متناقضة.....
فانا اشعر بالفخر والاعتزاز لاني زوجة رجل هانت عليه روحه في سبيل الله واحسبه من عداد الشهداء الذين احيوا بموتهم الكثير...
وفي الوقت ذاته اشعر بالم اعجز عن وصفه لاني فقدت معين حياتي الذي كنت اسير به واتقوى به على مصاعب ايامي...
اشعر كذلك بشوق جارف لان القى شهادتى مثله لاجتمع معه بدار الخلد حيث حياة بلا نهايه وسعادة بلا انقطاع...
وفي الوقت ذاته ايضا اشعر بالرغبة في الحياة للبذل والعطاء والتضحية ولاحكي قصة زوجي المجاهد حتى تعلو في السماء لتكون نجما يهدي السائرين
ولكن احب ان اوجه رساله لكل زوجة من مكاني هذا...
اختاه عندما تكون الزوجة عونا لزوجها في اداء رسالته التى يحيا من اجلها فستصير عنده لؤلؤة مكنونه وسيقدر لها ذلك ويحفظه لها....فلا تتهاوني بامر كهذا...
.......
الصحفي : بارك الله فيكي اخيتى...والله لقد سعدت بهذا اللقاء رغم ماتركه في نفسي من الم وشعور بالتقصير والتخاذل
اسال الله ان لا يحرمك اجره وان يجمعك بزوجك وحبيبك في جنته ومستقر رحمته انه ولى ذلك والقادر عليه....
جزاكى الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزوجة : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.