حبيبي .. وداعااا

on الخميس، 11 نوفمبر 2010



كان أول انطباعي عنه أنه.. ساحر.. متميز ...
كم كان متألقا في ثوبه الأسود اللامع الذي أبداه كالنجمة وسط ظلام الليل ...وكأنه لم يُصنع إلا له....


صوته الرائع....ذاكرته العميقة....كنت سعيدة حقا بحلوله على عالمى الصغير


كان لخالتى المغتربة الفضل الأول عندما ألقته في طريقي .... وحدث بيننا نوع عالي وراقي من التناغم في وقت كانت سرعته كلمحة البصر


ومرت علينا أياما جرّت أسابيعا ثم شهورا تلتها سنين ونحن أعز الأصدقاء ...... لا يسلي وحدتى غيره ...ولايصاحبني في غربتي غيره.... ولا يربطنى بعالمي المحيط غير صوته الرائق ..... لايذكرنى بمواعيدي ومناسباتى غيره.....أرى معه في لقطات سريعه الماضي والحاضر والمستقبل ...كان حقا رائع بكل معانى الكلمه


كان يفصل بيننا وبين الحدث الجلل الذي كنا ننتظره ونستعد له سويا أياما معدودات حتى فرقت الأقدار بينى وبينه عندما كنا في الطريق الى المنزل ونركب التاكسي.....


فصل منى شحنه .... ونسيته.....وضـــــاع منى !!!


نعم......انه هاتفي المحمول العزيز .... الذي أدركت قيمته بعد أن فقدته !!!


حبيبي أتمنى لك السعاده بين يدي صاحبك أو صاحبتك الجديده ....... وداعااااا
:((((

صدأ اللسان

on السبت، 6 نوفمبر 2010


قضت سنته الكونيه وحكمته العظيمه منذ بدأ الخليقه أن العضو الذي لا يهلكه الاستخدام وتنتابه موجات الاهمال وعدم النفع أن يضمر بمرور الوقت ..... على عكس العضو الذي يُثقل عليه بالأعمال المستمره فيتصلب ويصبح جلداً قويا حتى يتحمل المزيد والمزيد من العمل كمثل يد الحداد التى يطرق بها على الصلب ليلا ونهارا ..... .

ذكرنى بذلك الأمر حالنا أيام الجامعه حيث كانت دروس المُصلى وقوافل الدعوة أمراً نكرره يومياً أمام العشرات من أترابنا .... قوة وثقة كانت تلفت الينا الأنظار رغم حداثة الأمر علينا .... كان رزقهم ورزقنا .... وتكرار هذا الأمر قادنا الى مرحلة كنا نحمدُها من الثقة والتمكن والشجاعة ووهبنا قدرة على الإلقاء وتدارس الأمور الدينية والإجتماعيه مع غيرنا باسلوب كان يحمل إلينا موجات من الإعجاب و التصفيق ....وكان حافزنا بعد التطلع للثواب هو رؤية الناس تتغير على ايدينا تغيراً إيجابياً تمنينا أن نلقى به خالقنا ....حافز كان يطلِّعنا بشده لمزيد من البذل والإجتهاد .... .

كان التخرج مرحلة فاصلة في تلك الحياة الديناميكية الساخنة .... حتى هدأت الآلة وخف صخبها مع توقف العمل داخل ساحات الجامعه والإنتقال الى ساحات دعويه أخرى تختلف اسلوباً وليس هدفاً عن سابقتها ..... .

بمرور الوقت إكتشفنا الأمر الذي تبدى لنا كالمفاجأة الغير سارة عندما جالستنا مجموعات من البشر لا تختلف عددا عن التى كُنا نُجالسها أيام الجامعه وكان الكلام يتصف بقليل من الثأثأة وشبه جفاف في الحصيلة المعلوماتية والخلفيات التى تحيط بالقضية المُناقَشة ولكن الله سلّم برحمته .... وأدركنا أن اللسان الذي شأنه كشأن أى عضو قل استخدامه وتحميله بالأعمال المستمره قد يصيبه حالة من (الصدأ)فيصبح ثقيلاً يفتقد المرونة والحيوية ..... .

ولاعلاج له - بحسب إعتقادى - الا بتجديد النيه واستشارة النشاط ومعاودة تكرار الأمر حتى وإن صعب مع بداية التكرار ففئة الطلاب تختلف إهتماماتها وأساليب مخاطبتها كثيرا عن المجتمع خارج ساحة الكلية .... لكنهم يشتركون جميعا في الحاجة إلى من يذكرهم ويذكر نفسه ولمن ينصح لهم ويتعاون معهم على الإرتقاء وتسمية الغايات والطموحات.